استشهد قبل 55 عاما _قصة استشهاد الضابط المصري محمد فرغلي دفاعا عن فلسطين

2022-07-30

 

غزة – الكرامة الاخبارية

المئات من الجنود والضباط المصريين والعرب الذين استشهدوا دفاعا عن ثراب فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، فما زالت بطولاتهم في ذكريات المواطنين الفلسطينيين حتى الان، تحكي قصة عشق العرب والمصريين لفلسطين التي يحتضن ثراها الاف من الجنود في عدد من المدن الفلسطينية، ليس اخرها المجزرة والقتل بدم بارد لأكثر من 80 جندي مصري قرب مدينة القدس والتي تم الكشف عنها مؤخرا.

 الباحث في علم الآثار ومؤسس متحف العقاد للتراث والآثار  في خان يونس وليد العقاد ما زال يحتفظ بعتاد الضابط المصري محمد فتحي فرغلي من مدينة المحلة الكبرى الذي استشهد على أرض مدينة خان يونس أثناء تصديه للجيش الإسرائيلي خلال احتلاله المدينة في الخامس من حزيران 1967، والتي ارتكبت القوات الاسرائيلية مجازر واحدة تلو الأخرى بحق المدنيين والعسكريين والذين سجلوا مواقف مشرفه ، وما زال الأهالي يقومون بزيارة ضريح الشهيد وكذلك والمتحف القريب منه ويحكي قصه هذا البطل ويضع اكليل من الزهور فوقه وتقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة.

شجاعة فشهادة:

 وعن قصة استشهاد فالرغلي من مدينة المحلة الكبرى المصرية يروي لنا العقاد تفاصيل  والتي كان شاهدا عليها عندما كان عمره وقتها 17 عاما، فعندما قام الجيش الإسرائيلي محاولة احتلاله لمدينة خان يونس بقصف مدفعي لمقر قيادة الجيش المصري والفلسطيني في المحافظة مما اطره هو وعائلته مغادرة المكان والتوجه إلى أحد الملاجيء العامة وتابع العقاد إلى جانب الملجيء كان يوجد موقع صغير يوجد فيه الضابط المصري وثلاث جنود فلسطينيين وما ان وصلنا بدأت القذائف بالسقوط في المنطقة حينها طلب والدي من الضابط المصري وجنوده النزول معنا إلى الملجأ فرفض الضابط وقال له " خليك مكانك يا حج متخفش علينا" اي رفض النزول إلى الملجأ  يرى بعينه ماذا يحدث ويتابع ويراقب كل شيء.

وأضاف وصل جيب استطلاع اسرائيلي كان يستقله ضابط وجندي سائق إسرائيلي ويبدو انهما كانا في مهمه استطلاعية تسبق وصول الدبابات وفورا عندما رأي الضابط فرغلي طلب من جنوده الاستعداد لاتخاذ مواقع قتالية متقدمة في نفس الطريق الذي من المتوقع ان يمر منه الجيب العسكري وبالفعل خلال دقائق وصل الجيب الإسرائيلي فقاموا باستهدافه فاحترق الجيب واشتعلت فيه النيران وقتل كل ما فيه وتقدموا نحو الجيب واستولوا على خرائط عسكرية هامة بعد ذلك طلب الضابط من جنوده الانسحاب إلى مكان مقر القيادة لتسليم الخرائط وهو سيتولى مهمة التغطية عليهم وبعد تدمير الجيب اطلقت الدبابات قذاذفها على الموقع الذي يتواجد فيه الضابط فأصيب  في بطنه وفورا قام العقاد هو ووالده بسحبه ونقله لإسعافه الا انه لفظ انفاسه الأخيرة وهو يردد عبارة الله اكبر.

جنازة بعد ٤٠ عام :

قال العقاد عندما استشهد البطل المصري الشجاع أطر هو ووالده لدفنه على عجل وفي أقصى سرعة بجانب شجرة زيتون معمره في المكان ومعه كامل عتاده العسكري ثم غادروا المكان إلى جهة البحر. وبعد فترة عاد العقاد إلى منزله هو وأسرته واتجه نحو القبر ضريح الشهيد البطل المصري ووضع شاهد للقبر حتى يتعرف أهالي المنطقة والجيران على هذا الضريح ونحكي قصة هذا البطل لسكان المنطقة وجميعهم يقوموا بزيارته ويقرؤون الفاتحة عليه. بعد ٤٠ عام قررت بلدية خان يونس شق شارع في المنطقة كان يمر من فوق قبر الشهيد فرغلي فطلبوا منه نقل الرفات إلى مقبرة خان يونس الرسمية.

قال العقاد انه احضر اقربائه وجيرانه وحشد من المواطنين وتم نقل الرفات بجنازة مهيبة والصلاة عليه ملفوف بالعلم الفلسطيمي والعلم المصري والقيت كلمات تحكي قصة هذا الشهيد البطل واصر العقاد على ان يدفن بجانب والده أما الملابس والخوذة العسكرية والحذاء والشربات التي ما زالت عليها بقع الدم حتى هذه اللحظة وبعض الحاجيات وضعت في جناح خاص بالمتحف تكريما لهذا البطل ويواصل العقاد البحث عن اهله وذوي الشهيد البطل ليحكي قصته البطولية في فلسطين.